ِA R B 4 A L L

...
أخر المقالات
تحميل...
ضع بريدك هنا وأحصل على أخر التحديثات!

عـــالــمـك الــخـاص بـــك!.

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد وعلى اصحابه اجمعين فى الملئ الاعلى الى يوم الدين

شركها تبقى احلى

النظام الاقتصادي في الإسلام



 

          كلمة الاقتصاد بالمعنى الاصطلاحي حي : تدبير شؤون المال ، إما بتكثيره ، وتأمين إيجاده ، ويبحث فيه علم الاقتصاد ، وإما بكيفية توزيعه ، ويبحث فيه النظام الاقتصادي .

           ثم اتسع هذا المدلول في هذا العصر ، لينسحب على قطاعات واسعة من الجوانب الحياتية لبني الإنسان ، وفي كل المجتمعات ، والتجمعات البشرية .
          المبدأ الرأسمالي الذي يقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة ، كان أبرز ما فيه هو الاقتصاد ورأس المال ، واتسع حتى ضاقت الأرض بالمنجزات الاقتصادية ، من صناعة النفط ، إلى الصناعات الاستهلاكية والغذائية والمدنية والعسكرية ، وقطاع المصارف والبورصات المالية والتجارية ،وضخامة الشركات العملاقة ، وأذرعها المتفرعة الممتدة في جميع أنحاء المعمورة ، كالحاسوب ، والحسابات وتدقيقها ، والإنترنت وأجهزة الاتصال الفضائية وغيرها ، حتى أصبح الاتصال بين الناس على سطح الكرة الأرضية بسرعة الضوء .
   والعالم اليوم يعيش في خضم الفيضان الهائل ، الذي أغرق جميع الأسواق العالمية ، من شتى أنواع الصناعات والإنتاج من السلع والخدمات التي لا تحصى ، بغض النظر عن الكم البشري الهائل من الجياع والعطش والعراة ، وبغض النظر عن ديون القلة القليلة المتراكمة على الكثرة الكاثرة ، وبغض النظر عن حمى . فوائدها وجدولتها .
           وانتهت الاشتراكية ، وتهاوت صروحها ، وتقتت كياناتها ، وانمحت نظمها، وتعرت هذه الأسطورة التي كانت تدغدغ عواطف المستضعفين ، والتي انخدع ببريقها الملايين من البشر ، فكانت وبالا عليهم ، فقاموا بهدمها بعد أن لم تغنهم من فقر ، ولم تشبعهم من جوع .
           وبقي الإسلام كنظام حياة شامخا برسالته وعالميته وشموله وصحته وصدق عقيدته وعدالة تشريعاته ، وحسن رعايته ، ووضوح رؤيته ، ومعالجته لمشاكل الإنسان ، وحلها جذريا ، وإضفائه الطمأنينة والرفاهية على كل من استظل برايته ، وعاش في كنف دولته دولة الخلافة .
          كيف يعيش العالم اليوم ، رغم المعطيات الرأسمالية ، والمنجزات الصناعية ، والتراكمات الإنتاجية ، التي وفرها القائمون على المبدأ الرأسمالي ، وطرحوها في الأسواق حتى ضاقت بها المتاجر والمخازن والساحات ، حفلت بها قوافل الشاحنات ! .
           يعيش العالم اليوم أسوأ عيش ، في ظل أسوأ نظام وهو النظام الذي يقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة ، ويعيش أبناؤه على القواعد والأسس التي مهدت لهذا العيش البهيمي الرخيص وهي الحريات الأربع : حرية العقيدة ، وحرية الرأي ، وحرية التملك ، والحرية الشخصية .

          جعلوا الواقع مصدر تفكيرهم ، والنفعية مقياسا لأعمالهم ، والأكثرية لتقرير الصواب عندهم ؛ جعلوا السيادة للشعب ، والأمة مصدر السلطات ؛ فأقاموا الناس على أساس هش وأرضية متميعة مترجرجة ، لا تستقر على حال ، وجعلوا الحل الوسط فيصلا ، فلا حدود للقيم ، ولا ميزان للمثل . وهكذا فالقوي بقوته وتفوقه ، والضعيف على ذله ومسكنته ؛ تأكل الكلاب الوجبات الدسمة ، ويخصص لها أطباء يعالجونها ، وحمامات تتبرد فيها ، في حين أن الملايين من الهياكل البشرية بين الحياة والموت ، يتساقطون في الشوارع ، وملايين آخرين يقذف بهم الظلم إلى المهاجر تاركين منازلهم وديارهم نجاة بحياتهم ، وملايين أمثالهم يمنعون من ركوب الحافلات ودخول المتنزهات والالتحاق بالجامعات لسواد بشرتهم .

          ما هو هذا البناء الذي أوصل البشرية إلى هذا الدرك الأسفل من العناء والشقاء ؟ وما هي الأسس التي يقوم عليها هذا البناء ؟! ما هي نظرتهم للحياة ؟ ما هو فهمهم للمشاكل ؟ وما هو علاجهم لها ؟ .

          بعد أن تفقدت قواعد المبدأ الرأسمالي ، وتركزت عندهم فكرة فصل الدين عن الحياة ، وأمنوا واستسلموا لقيادتها ، زجوا بعقيدة الملايين منهم العقيدة النصرانية ووضعوها في أيدي حفنة من رجال الدين وحصروا هذه العقيدة الروحية في سراديب الكنائس ، وتفرغوا للحياة الدنيا وانساقوا وراء الممتع والملذات وركضوا وراء المال والجنس مبعدين عن أذهانهم شيئا يسمى اليوم الآخر .
           فبرز منهم علماء كثيرون ، وضعوا النظريات المتعددة ، وقاموا بأبحاث ودراسات وإحصائيات ؛ وأخذوا يضعون المخططات الهيكلية لحياتهم الاقتصادية .
           ومن أشهر هؤلاء الاقتصاديين (آدم سميث) و (ريكاردو) و (مارشال) و (ماركس) و (مالتوس) وآخرون غيرهم كثيرون ؛ تناولوا هذا الإنسان من ظاهره المادي فقط ، فحصروا حاجاته في تحقيق القيمة المادية ، وأهملوا الباقي من جوانب حياته وهي تحقيق القيم الروحية ، والإنسانية والخلقية ؛ ثم تناولوا بالبحث موضوع إشباع هذه الحاجات من زاوية مادية فقط . فوضعوا أسسا ثلاثة ، بنوا عليها اقتصادهم ، وانصبت دراساتهم وأبحاثهم ، ونظرياتهم كلها على
هذه الأسس الثلاثة ، وهي :-
1.                الندرة النسبية : وهي عدم كفاية السلع والخدمات المحدودة لإشباع الحاجات المتجددة والمتعددة .
2.                القيمة : قيمة الشيء المنتج ، وهي أساس الأبحاث الاقتصادية وأكثرها دراسة .
3.                الثمن : والدور الذي يقوم به في الإنتاج والاستهلاك والتوزيع ، وهو حجر الزاوية في النظام الاقتصادي الرأسمالي .
بحثوا في هذا الإنسان ناحيتين اثنتين هما : الحاجات التي تتطلب الإشباع ، ووسائل إشباعها من سلع وخدمات . فقالوا إن هذه الحاجات لا تكون إلا مادية ، وتوسعوا فيها ، حتى جعلوها بلا حدود ، أي قالوا إن الحاجات غير محدودة وهي متعددة ومتجددة .
          ثم قالوا أن وسائل الإشباع وهي السلع والخدمات مهما كثرت فهي محدودة . فيبقى الفارق بين الحاجات غير المحدودة ، ووسائل الإشباع المحدودة واسعا جدا ؛ فلا تكفي الوسائل المحدودة لإشباع الحاجات غير المحدودة .
          وهنا تبرز عندهم المشكلة الاقتصادية .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

تابع كل جديد

Make Money Now

geld-verdienen-468x60